فصل: أحاديث المرور بين يديه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث المرور بين يديه

أخرج مسلم في ‏"‏صحيحه ‏[‏في ‏"‏باب سترة المصلي‏"‏ ص 196، والبخاري أيضًا في خمسة مواضع منها‏:‏ في ‏"‏الصلاة - في باب سترة الإمام سترة من خلفه‏"‏ ص 71، واللفظ لغيرهما، وأخرجه أصحاب السنن الأربعة، وفيه حديث ابن عباس ذكره في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 63 - ج 2 عزاه إلى أبي يعلى، وقال‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏]‏‏"‏ عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عباس، قال‏:‏ جئت أنا‏.‏ والفضل بن عباس على أتان، ورسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي، فمررنا على بعض الصف، فنزلنا، وتركناها ترتع، ودخلنا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في الصلاة، فلم يقل لنا شيئًا، انتهى‏.‏ قال الشيخ تقي الدين في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ وجعل بعضهم هذا على أنه كان يصلي بدون سترة، واستدل بما أخرجه أبو داود ‏[‏في ‏"‏باب من قال‏:‏ الكلب لا يقطع الصلاة‏"‏ ص 111‏.‏‏]‏ عن عباس بن عبيد اللّه بن عباس عن الفضل بن عباس، قال‏:‏ أتانا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، ونحن في بادية، ومعه عباس، فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة، وحمارة‏.‏ وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك، انتهى‏.‏ وروى البزار في ‏"‏مسنده‏"‏ حدثنا بشر ابن آدم حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج، أنبأ عبد الكريم أن مجاهدًا أخبره عن ابن عباس، قال‏:‏ أتيت أنا‏.‏ والفضل، على أتان، فمررنا بين يدي رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بعرفة، وهو يصلي المكتوبة، ليس شيء يستره، ويحول بيننا وبينه، انتهى‏.‏ ولكن روى البخاري ‏[‏في ‏"‏باب سترة الإمام سترة من خلفه‏"‏ ص 71،ومسلم‏:‏ ص 196 أخرج الحديث البخاري في مواضع، وفيه، في ‏"‏اللباس‏"‏‏:‏ رأيت الناس، والدواب يمرون بين يديه، من وراء العنزة، وفي لفظ لهما‏:‏ وبين يديه عنزة، والمرأة‏.‏ والحمار يمران من روائها، اهـ‏.‏ وهذا يخالف ما ظنه المؤلف ظاهرًا، واللّه أعلم‏.‏‏]‏ ومسلم من حديث عون ابن أبي جحيفة عن أبيه، قال‏:‏ أتيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وهو بالأبطح، فقام، فتوضأ، وأذن بلال، ثم ركزت له عنزة، ثم قام، فصلى العصر ركعتين، يمر بين يديه‏:‏ الحمار‏.‏ والكلب لا يمنع، ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى دخل المدينة، مختصر، فظاهر هذا اللفظ أن الكلب‏.‏ والحمار، مرا بين يديه، دون السترة، إذ لا يقال‏:‏ مر بين يديه كذا، لشيء يمر من وراء السترة، واللّه أعلم‏.‏

- الحديث الثالث والثمانون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏من صلى إلى سترة، فَلْيَدْن منها‏"‏، قلت‏:‏ روى من حديث سهل بن أبي خيثمة، ومن حديث الخدري، ومن حديث جبير ابن مطعم، ومن حديث سهل بن سعد، ومن حديث بريدة‏.‏

أما حديث سهل بن أبي خيثمة، فأخرجه أبو داود ‏[‏في ‏"‏باب الدنو من السترة‏"‏ ص 108، وكذا النسائي ص 123، والحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 251‏.‏‏]‏ والنسائي عن سفيان عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير عن سهل بن أبي خيثمة، يبلغ به النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏إذا صلى أحدكم إلى سترة، فَلْيَدْن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته‏"‏، انتهى‏.‏ وكذلك رواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع الخامس والتسعين، من القسم الأول، قال أبو داود‏:‏ وقد اختلف في إسناده، ورواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏، وقال‏:‏ على شرط البخاري‏.‏ ومسلم‏.‏

وأما حديث الخدري، فرواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏إذا صلى أحدكم إلى سترة، فَلْيَدْن منهان فإن الشيطان يمر بينه وبينها، ولا يدع أحدًا يمر بين يديه‏"‏ انتهى‏.‏ ورواه أبو داود ‏[‏في ‏"‏باب ما يؤمر المصلي أن يدرأ عن الممر بين يديه‏"‏ ص 108، وابن ماجه في ‏"‏باب ادرأ ما استطعت‏"‏ ص 68‏.‏‏]‏ بلفظ‏:‏ إذا صلى أحدكم، فليصل إلى سترة، وَلْيَدْنُ منها، قال النووي في ‏"‏الخلاصة‏"‏‏:‏ إسناده صحيح، انتهى‏.‏

وأما حديث جبير بن مطعم، فرواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ حدثنا محمد بن العباس الأحزم الأصفهاني حدثنا سليمان بن أيوب ‏[‏قال في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 59 - ج 2‏:‏ لم أجد من ذكره، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح‏.‏‏]‏ الصريفيني حدثنا بشر بن السري عن داود بن قيس الفراء عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏إذا صلى أحدكم إلى سترة، فَلْيَدْن منها، لا يمر الشيطان بينه وبينها‏"‏، انتهى‏.‏ ورواه البزار في ‏"‏مسنده‏"‏ حدثنا عبد اللّه بن شبيب حدثنا محمد بن عمر الجبيري حدثنا محمد بن عبد اللّه بن عمير، هكذا وجدته في ‏"‏كتابه‏"‏، وأحسبه ‏[‏قال في ‏"‏الزوائد‏"‏‏:‏ محمد بن عبد اللّه بن عبيد ضعيف، اهـ

‏]‏ محمد ابن عبد اللّه بن عبيد ‏[‏في نسخة ‏"‏عبيد اللّه‏"‏‏.‏

‏]‏ بن عمير عن أمية بن صفوان عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، فذكره، وقال‏:‏ لا يحفظه من حديث جبير إلا من هذا الوجه‏.‏

وأما حديث سهل بن سعد، فأخرجه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ أيضًا ‏[‏قال في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 59 - ج 2‏:‏ رواه الطبراني في ‏"‏الكبير‏"‏ ورجاله موثقون، اهـ‏]‏ عن ابن لهيعة عن عبيد اللّه بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعًا، نحوه، سواء، ثم أخرجه عن إسماعيل بن جعفر عن عيسى بن ميمون بن إياس عن صفوان بن سليم به، نحوه، وبهذا السند رواه أبو نعيم في ‏"‏الحلية - في ترجمة صفوان بن سليم‏"‏، وقال‏:‏ هكذا قال إسماعيل بن جعفر، وتابعه عليه عبيد اللّه بن أبي جعفر، فقالا‏:‏ عن سهل بن سعد‏.‏

وأما حديث بريدة، فرواه البزار في ‏"‏مسنده‏"‏ حدثنا عمرو بن مالك حدثنا عمرو بن النعمان حدثنا يوسف بن صهيب عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه مرفوعًا، نحوه، سواء، وقال‏:‏ لا نعلمه يروى عن بريدة إلا من هذا الوجه، وعمرو بن النعمان بصري مشهور، انتهى‏.‏

- الحديث الرابع والثمانون‏:‏ قال المصنف‏:‏

- ويجعل السترة على حاجبه الأيمن، أو الأيسر، به ورد الأثر، قلت‏:‏ يشير إلى حديث أخرجه أبو داود في ‏"‏سننه ‏[‏في ‏"‏باب إذا صلى إلى سارية، أو نحوها‏"‏ الخ ص 107، وأحمد‏:‏ ص 4 - ج 6‏.‏‏]‏‏"‏ عن علي بن عياش عن الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها، قال‏:‏ ما رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي إلى عود، ولا عمود، ولا شجرة، إلا جعله على حاجبه الأيمن، أو الأيسر، ولا يصمد له صمدًا، انتهى‏.‏ ورواه أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏‏.‏ والطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏‏.‏ وابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏، وأعله بالوليد بن كامل، ونقل عن البخاري، أنه قال‏:‏ عنده عجائب، وأما ابن القطان، فإنه ذكر فيه علتين‏:‏ علة في إسناده‏.‏ وعلة في متنه، أما التي في إسناده، فقال‏:‏ إن فيه ثلاثة مجاهيل‏:‏ فضباعة ‏[‏في ‏"‏التقريب‏"‏‏:‏ ‏"‏لا تعرف‏"‏‏.‏‏]‏ مجهولة الحال، ولا أعلم أحدًا ذكرها‏.‏ وكذلك المهلب بن حجر مجهول الحال‏.‏ والوليد بن كامل من الشيوخ الذين لم يثبت عدالتهم، وليس له من الرواية كثير شيء، يستدل به على حاله، وأما التي في متنه، فهي أن أبا علي بن السكن رواه في ‏"‏سننه‏"‏ هكذا‏:‏ حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي حدثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك حدثنا بقية عن الوليد بن كامل حدثنا المهلب ابن حجر البهراني عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏إذا صلى أحدكم إلى عمود‏.‏ أو سارية‏.‏ أو شيء‏.‏ فلا يجعله نصب عينيه، وليجعله على حاجبه الأيسر‏"‏، انتهى‏.‏ قال ابن السكن‏:‏ أخرج هذا الحديث أبو داود عن رواية علي بن عياش عن الوليد بن كامل، فغير إسناده ومتنه، فإنه عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها، وهذا الذي روى بقية هو عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها، وذاك فعل‏.‏ وهذا قول، قال ابن القطان‏:‏ فمع اختلافهما في المتن، بقية يقول‏:‏ ضبيعة بنت المقدام، وابن عياش يقول‏:‏ ضباعة بنت المقداد، فالوهن من حيث هو اختلاف على الوليد بن كامل، ومورث للشك فيما كان عنده من ذلك على ضعف الوليد في نفسه، والجهل بحال من فوقه، ولما ذكر ابن أبي حاتم المهلب بن حجر، ذكره برواية الوليد بن كامل، وأنه يروى عن ضباعة بنت المقداد، وأما ضبيعة بنت المقدام، فجاء هو بأمر ثالث، وذلك كله دليل على الاضطراب، والجهل بحال الرواة، انتهى‏.‏

- الحديث الخامس والثمانون‏:‏ روى أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ

- صلى ببطحاء مكة إلى عنزة، ولم يكن للقوم سترة، قلت‏:‏ أخرجه البخاري ‏[‏في ‏"‏باب الصلاة إلى العنزة‏"‏ ص 71، ومسلم‏:‏ ص 196‏]‏ ومسلم عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ صلى بهم بالبطحاء، وبين يديه عنزة، والمرأة‏.‏ والحمار يمرون من ورائها‏.‏

قوله‏:‏ ولم يكن للقوم سترة، ليس في الحديث، فيحتمل أن يكون من كلام المصنف، وهو الأظهر‏.‏

- الحديث السادس والثمانون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏فادرءُوا ما استطعتم‏"‏، قلت‏:‏ تقدم لأبي داود ‏[‏في ‏"‏باب من قال‏:‏ لا يقطع الصلاة شيء، ص 111، وتقدم في‏:‏ ص 259، حديث الخدري‏.‏ وابن عمر‏.‏ وجابر، في ‏"‏الحديث الثاني والسبعون‏"‏‏.‏

‏]‏ عن مجالد عن أبي الوداك عن الخدري مرفوعًا‏:‏ ‏"‏لا يقطع الصلاة شيء، وادرءُوا ما استطعتم‏"‏، وفي حديث ابن عمر، وفي حديث جابر نحو ذلك، وقد تقدم في حديث‏:‏ ‏"‏لا يقطع الصلاة شيء‏"‏، وأخرج البخاري ‏[‏في ‏"‏باب يرد المصلي من مرّ بين يديه‏"‏ ص 73، ومسلم في ‏"‏باب سترة المصلي‏"‏ ص 96، واللفظ له، والطحاوي‏:‏ ص 257 - ج 1‏]‏ ومسلم عن الخدري عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏إذا كان أحدكم يصلي، فلا يدع أحدًا يمر بين يديه، ولْيَدْرَأهُ ما استطاع، فإِن أبى، فليقاتله، فإِنما هو شيطان‏"‏، انتهى‏.‏ وأخرج مسلم عن ابن عمر مرفوعًا، نحوه، سواء، وقال ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏، بعد أن رواه‏:‏ ومعناه أن معه شيطان يأمره بذلك، لا أن الرجل شيطان، يدل عليه ما أخبرنا أبو بكر بن خزيمة، ثم أسند عن ابن عمر، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏لا تصلوا إلا إلى سترة، ولا يدع المصلي أحدًا يمر بين يديه، فإن أبى، فليقاتله، فإن معه القرين‏"‏، انتهى‏.‏ وهذا رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ بهذا اللفظ، ورواه البزار في ‏"‏مسنده ‏[‏قلت‏:‏ والطحاوي‏:‏ ص 267، ولفظه‏:‏ ‏"‏فإن معه القرين‏"‏‏.‏‏]‏‏"‏، وزاد‏:‏ ‏"‏يعني الشيطان‏"‏، انتهى‏.‏ وقد يقال‏:‏ إنه على ظاهره، فإن الشيطان اسم لكل متمرد، قال في الصحاح‏:‏ وكل عات متمرد، من الإِنس‏.‏ والجن‏.‏ والدواب، فهو شيطان، انتهى‏.‏ وقال القاضي عياض في ‏"‏الشفاء‏"‏‏:‏ وقد استمر كلام العرب في وصفهم كل قبيح من شخص، أو غيره بالشيطان، قال تعالى‏:‏ ‏{‏كأنه رؤوس الشياطين‏}‏، وقال عليه السلام‏:‏ ‏"‏فليقاتله، فإنما هو شيطان‏"‏، وكلام الصحاح أخص من هذه، لأنه خصه بالحيوان، واللّه أعلم‏.‏

- الحديث السابع والثمانون‏:‏ قال المصنف‏:‏ ‏"‏ويدرأ‏"‏ بالإشارة، كما فعل عليه السلام بولدي أم سلمة، قلت‏:‏ رواه ابن ماجه في ‏"‏سننه ‏[‏في ‏"‏باب ما يقطع الصلاة‏"‏ ص 68‏.‏‏]‏‏"‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن قيس - هو قاصّ عمر بن عبد العزيز - عن أبيه عن أم سلمة، قالت‏:‏

- كان النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي في حجرة أم سلمة، فمر بين يديه عبد اللّه، أو عمر بن أبي سلمة، فقال بيده، فرجع، فمرت زينب بنت أم سلمة، فقال بيده، هكذا، فمضت، فلما صلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏هن أغلب‏"‏، انتهى‏.‏ رواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ هكذا، قال ابن القطان في ‏"‏كتابه‏"‏‏:‏ بعد أن ذكر الحديث من جهة ابن أبي شيبة، ومحمد بن قيس هذا لا أعرف من هو، فإن في طبقته جماعة باسمه، وأمه لا تعرف ألبتة، فالحديث من أجلهما لا يعرف، انتهى‏.‏ ولم أجد في ‏"‏كتاب - ابن ماجه، ومصنف - ابن أبي شيبة‏"‏ إلا محمد بن قيس عن أبيه، وكلام ابن القطان مبني على أنه قال‏:‏ عن أمه ‏[‏قلت‏:‏ قال ابن سعد في ‏"‏طبقاته‏"‏ ص 349 - ج 8‏:‏ أم محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، وأمها درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، روت عن أم سلمة، زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم، قالت‏:‏ مر بعض بني سلمة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهو يصلي، اهـ‏]‏، وقوله‏:‏ ومحمد بن قيس لا أعرف من هو، فقد عرفه ابن ماجه، بقوله‏:‏ هو قاصّ عمر بن عبد العزيز، وفي ‏"‏تهذيب الكمال‏"‏ أخرج له مسلم، واستشهد به البخاري، فلينظر في ذلك كله، واللّه أعلم‏.‏

*4* فصل

- الحديث الثامن والثمانون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏إن اللّه كره لكم ثلاثًا‏"‏، وذكر منها العبث في الصلاة، قلت‏:‏ رواه القضاعي في ‏"‏مسند الشهاب‏"‏ من طريق ابن المبارك عن إسماعيل ابن عياش عن عبد اللّه بن دينار عن يحيى بن أبي كثير، مرسلًا، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏إن اللّه كره لكم ثلاثًا‏:‏ العبث في الصلاة‏.‏ والرفث في الصيام‏.‏ والضحك في المقابر‏"‏، انتهى‏.‏ وذكره شيخنا الحافظ شمس الدين الذهبي في ‏"‏كتابه الميزان‏"‏، وعده من منكرات إسماعيل بن عياش، قال ابن طاهر - في كلامه على أحاديث الشهاب - ‏:‏ هذا حديث رواه إسماعيل بن عياش عن عبد اللّه بن دينار‏.‏ وسعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وهذا مقطوع، وعبد اللّه ابن دينار شامي، من أهل حمص، وليس بالمكي، انتهى كلامه‏.‏

- الحديث التاسع والثمانون‏:‏ قال عليه السلام لأبي ذر

- في تقليب الحصى في الصلاة - ‏:‏ ‏"‏مرة يا أبا ذر، وإلا فذر‏"‏، قلت‏:‏ غريب بهذا اللفظ، وأخرجه أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ عنه، قال‏:‏ سألت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ عن كل شيء، حتى سألته عن مسح الحصى، فقال‏:‏ ‏"‏واحدة، أو دع‏"‏، انتهى‏.‏ هكذا عزاه ‏"‏صاحب التنقيح، على التحقيق ‏[‏قلت‏:‏ صدق صاحب ‏"‏التنقيح‏"‏، فإن حديث أبي ذر في ‏"‏مسند أحمد‏"‏ ص 163 - ج 5 أحمد عن عبد الرزاق عن الثوري، وعن مؤمل عن الثوري، كذلك‏.‏‏]‏‏"‏ ولم أجده فيه، إلا عن حذيفة ‏[‏حديث حذيفة أخرجه أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ص 385 - ج 5‏.‏

‏]‏، فقال‏:‏ حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن شيخ، يقال له‏:‏ هلال عن حذيفة، فذكر نحوه، سواء، ورواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ كذلك، سواء، ولكن حديث أبي ذر، رواه عبد الرزاق في ‏"‏مصنفه‏"‏ أخبرنا الثوري عن ابن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي ذر، قال‏:‏ سألت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ عن كل شيء، إلى آخر اللفظ المتقدم، وكذلك رواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ حدثنا عبد اللّه بن نمير عن ابن أبي ليلى عن عيسى به، قال الدارقطني في ‏"‏عللّه‏"‏‏:‏ وحديث أبي ذر، رواه ابن عيينة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي ذر، وخالفه ابن أبي نجيح، فرواه عن مجاهد عن أبي ذر مرسلًا، وحديث الأعمش أصح، انتهى‏.‏